ابو تريكة يتعرض للهجوم من متطرفي الاقباط والعلمانيين بسبب
ماذا لو فوجئنا بخبر عاجل عن اعتقال نجم كرة القدم محمد أبو تريكة بأي تهمة جاهزة بسبب توجهاته الدينية؟!
السؤال عاصف وصادم.. لكننا نتعامل مع واقع يحتمل كل شئ.
الدكتور عبدالحي الفرماوي استاذ علوم تفسير القرآن ووكيل كلية أصول الدين
بجامعة الأزهر معتقل الآن بتهمة جمع تقنيات تصنيع طائرة بدون طيار لصالح
حركة حماس ومدها بالأموال.
شهد شاهدان من العريش بأنهما رآياه يفعل ذلك في يناير الماضي بعد تفجير
الحدود مع غزة، مع أن الدكتور الفرماوي لم يدخل هذه المدينة منذ عام
1978.. ما المانع إذن أن توجه تهمة لأبو تريكة لاظهاره قميص التعاطف مع
غزة، وفي ضوء الحملات الاعلامية عليه حاليا من بعض الصحف القومية وبعض
الكتاب ومواقع أقباط المهجر بسبب محاضراته الدينية؟!
وحتى لا أترك المجال لمنتدى موقع أقباط الولايات المتحدة ليوجه لي ولأبو
تريكة وأحمد فتحي اتهامات جديدة سابقة التجهيز، وهي التي أطلقها أحدهم بعد
تقرير قال فيه أبو تريكة إنه يحترم جمهوره من الأقباط ويقدرهم، فاني أؤكد
صداقتي لكثيرين من أقباط المهجر، وعلى الأخص كبيرهم المهندس عدلي أبادير
الذي يعيش في سويسرا ويتزعم منظمة أقباط متحدون.
وعندما كنت اوجه انتقادات كروية لأبو تريكة وصلت حدا غير مسبوق من التهكم
عليه والحدة من أسلوبه داخل الملعب.. جاءتني انتقادات كثيرة بعضها يندرج
في اطار السباب من مشجعية المسيحيين.
جملتان اعتراضيتان لابد منهما في هذا المقام حتى لا يساء الفهم، فنحن هنا نتناول مسألة جادة ولا نتحدث عن قرار حكم أو تمثيل لاعب.
ليس خافيا أن هناك حملة تدار ضد أبو تريكة، جذبت معه في الفترة الأخيرة أحمد فتحي الوافد الجديد للأهلي.
الأول تم الترصد له منذ قميص غزة الشهير. وأمام التعاطف معه من كل الشعب
المصري والعربي، مسلمين ومسيحيين، لم تستمر حملة رفض القميص طويلا.
وفي أول فرصة وجدها كارهو توجهات أبو تريكة الدينية، استلوا أقلامهم
الحادة لينهشوه ويتهموه باتهامات، منها أنه سلفي متشدد لخروجه من حفلة
تكريم المنتخب القومي قبل أن تبدأ نانسي عجرم فقرتها رغم الحاح زملائه.
الكاتبة اقبال بركة اتهمته بالدروشة وتحريم الغناء وافتعال المواقف التي تجعله في دائرة الأضواء دائما.. كأن ذلك ينقصه؟!
وصلت الحملة ذروتها عندما حاضر أبو تريكة في ندوة حملة "حماية" للوقاية من المخدرات التي أطلقها الداعية عمرو خالد.
في هذه الندوة التي عقدت في ساقية الصاوي تحدث أبو تريكة عن أثر الايمان
في لاعب كرة القدم وتأثير الموقف الايماني على أداء اللاعبين في بطولة
الأمم الأفريقية في غانا.
لا أفهم ما علاقة ذلك بالأقباط ومشاعرهم الدينية.. ولماذا نسخر من اللاعب الملتزم بدينه؟!
لكن البعض وجدها فرصة واجتزأ كلمات من سياقها. بعضها قاله أبو تريكة
وبعضها أكد انها لم ترد على لسانه مثل أن لاعبي المنتخب تخيلوا غزوة بدر
أثناء مباراتهم مع كوت ديفوار.
اتصلت بالدكتور اكرام لمعي استاذ علم اللاهوت ونائب رئيس الطائفة
الانجيلية والذي كتب مقالا في جريدة "روز اليوسف" ينتقد فيه أقوال أبو
تريكة في تلك الندوة.
استمعت إليه ولمبررات نقده.. ثم عرضناها على أبو تريكة الذي نفى كثيرا مما
هو منسوب إليه، وقال إنه يرفض ترصده ومطاردته بهذه الطريقة.
لم تتوقف الاتهامات برغم أن اللاعب ذهب بعد ذلك إلى الكنيسة وتحدث في ندوة بها وقوبل باستقبال رائع من شركاء الوطن الاخوة المسيحيين.
أقلام في بعض مواقع أقباط المهجر لم تتوقف عن مطاردته ومطاردة أحمد فتحي
الذي يقول منتدى أقباط الولايات المتحدة أنه جاء إلى الأهلي من
الاسماعيلية مدينة الاخوان المسلمين بالسجدة التي يحتفل بها اللاعبون بعد
تسجيل أهدافهم، وهي التي ميزت المنتخب في بطولة أمم أفريقيا.
للأسف وصف كاتب في هذا المنتدى السجدة وصفا لا يليق أبدا يدخل في اطار
الاساءة للأديان. ولأن فتحي يحتفل بأهدافه بالسجود وحرص على أن ترتدي
عروسه الحجاب يوم زفافهما فقد وجه له التهمة الجاهزة وهي الانتماء
للمحظورة!
وبالمرة اتهمنى أنا أيضا لأنني نشرت تقريرا يجمع بين انتقادات اكرام لمعي
ورد أبو تريكة عليها، ولأنني كتبت مقالا في "المصريون" رددت فيه على من
نسب لأبو تريكة رؤية جبل عرفات بعد أن سجل هدفه في الكاميرون الذي حصلنا
به على بطولة الأمم الأفريقية.
الكاتب زعم أنني حاولت نفي هذا الكلام عنه حتى لا يستغل ذلك ضده.. لا أعرف
ما الجريمة أن يكون أبو تريكة قال فعلا إن جبل عرفات تمثل أمام عينيه، وما
علاقة قول مثل هذا بالانتماء للاخوان؟!
كان الدكتور سعد الدين ابراهيم يطلق تعبير "فزاعة الاخوان" كحائط صد يحتمي
بها النظام في وجه الغرب عندما يطالبونه بالديمقراطية وحقوق الانسان.
الآن أخوة لنا في الوطن والبعض من أخوة الدين يرفعون هذه "الفزاعة" في وجه لاعبين متقين لتخويفهم من الالتزام السلوكي والايماني.
ليت كل شبابنا المصري ملتزما سلوكيا وايمانيا سواء كانوا مسلمين أو
مسيحيين، بدلا من مشهد بكاء الفتيات فوق صدر تامر حسني في حفلته الأخيرة